بدأت الخلافة الأموية بالتوسع خلال القرن السابع، وفي عام 670 فتح القائد العربي عقبة بن نافع بلاد المغرب وضمها إلى الدولة الأموية. استقر الكثير من العرب في المغرب وأحضروا معهم قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، وقاموا بنشر الإسلام بين الأمازيغ الذين تقبلوه بأغلبيتهم واتخذو منه دينا لهم. وقام بعض الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية بإنشاء ممالك وإمارات مستقلة خاصة بهم، كصالح بن منصور الأول (EN) الذي أسس مملكة نكور ونشر الإسلام بين سكان المنطقة، بعد خوض حروب ومعارك عديدة في الكثير من الأحيان.
أثر المغرب تأثيراً كبيراً في منطقة المغرب الكبير والأندلس، حيث شكّل أول الدول الإسلامية التي استقلت عن الدولة الأموية بعد أن أسس إدريس بن عبد الله مملكة المغرب الأقصى[51] سنة 788.[52]
كان مؤسس الدولة الإدريسية المولى إدريس بن عبد الله قد حل بالمغرب الأقصى فارًا من موقعة فخ قرب مكة عام 786، فاستقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة أوْرَبَة الأمازيغية ودعمته حتى أنشأ دولته. تمكن من ضم كل من منطقة تامسنا، فزاز ثم تلمسان. اغتيل المولى إدريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي هارون الرشيد ونفذت بعطر مسموم. بويع ابنه إدريس الثاني بعد بلوغه سن الثانية عشر. قام هذا الأخير ببناء مدينة فاس كما بسط نفوذه على مجمل المغرب.
وبعد سقوط سلالة الأدارسة، ظهرت سلالات المرابطون، الموحدون، المرينيون، الوطاسيون، السعديون، لتحكم المغرب بالتتالي، معظم السلالات المغربية أتت من الصحراء الكبرى واستقرت داخل حدود المغرب الحالي[53] متخذين بعض المدن كعاصمة لدول ذات رقعة جغرافية واسعة، وفي هذه العهود، أي بعد القرن الحادي عشر،[54] ازدهرت البلاد وبرزت كقوة كبرى في شمال غرب أفريقيا، بعد أن حكمت معظم نواحي تلك المنطقة من العالم ومناطق شاسعة من الأندلس. هرب الكثير من المسلمين واليهود إلى المغرب بعد الحروب التي قامت بها الممالك المسيحية الإيبيرية لاسترجاع البلاد من أيدي المسلمين، والتي عُرفت بحروب الاسترداد5
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire